اللهم إنّا نسألكَ حُسن الخاتمة

“اللهم إنّا نسألك حُسن الخاتمة ونعوذُ بك من سوء الخاتمة يارب” – آمين
أول القول ذكر اللـه
والشياطين نخزيها

يُخاطب الرئيس_الوالد السيِّد المُحَتْرَم طلال أبوغزالة موظفيه بـ “أبنائي وبناتي”، لكن لسان حال الخطاب “أيها العبيد والجواري”! يُريد أن يقول لنا بأنه صاحب “نظرة مبعدية” للاقتصاد العالمي. ويعطينا انطباعًا بأن شركته تُنافس آبل أو غوغل أو شيفرون أو إكسون موبيل في عُقر دارهما، لذا ستتأثَّر شركته بما سيحصل في أمريكا.

يبدو بأن الكِبْرَ والكَبر أخذا مأخذهما في الرجل، فيُبشِّرُنا أيضاً بحربٍ عالمية ثالثة. من الذي يتوقع أن حربًا عالمية تقليدية أو غير تقليدية تنشب بين أمريكا والصين؟ لا أحد، سوى في روايات الخيال العِلمي وعتاولة المجمع العسكري الأمريكي وأركان الجيوش ونُظراؤهم في دول العالم ممن يُكافحون لزيادة ميزانيات الدفاع.

في الحقيقة استعاضت هذه الدول عن الحروب العالمية التقليدية بأخرى أكثر حداثةً وإنسانيةً لهم، الحروب بالوكالة وفي الاقتصاد وفي الإنترنت، ونحن في المنطقة العربية نعيش فعلًا في أتون حرب عالمية صغرى، أُنظر لما يحدث في سوريا، يُمكننا عدّ عشرات الأطراف فيها والتحالفات الهُلامية فيها، حيث يُبدِّل الجميع مواقفهم ومواقعهم وتحالفاتهم كلما بدلوا مشط الرصاص في البُندقية. وفي الخليج العربي، حيث يُحاول الإيرانيون تفجير المنطقة، وفي فلسطين، حيث الهوس اليهودي بتحقيق نبوءة نهاية العالم، وفي قوارب المُهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا.

يحمل خطاب الرجل تناقضات كثيرة، ما فائدة زيادة الإنتاجية إذا كان هنالك كساد وغلاء وحرب عالمية ثالثة على الأبواب! حيث لن يجِد الناس قوت يومهم وستتعطَّل عجلة الإنتاج لصالح المجهود الحربي. تحلُّ الشركات العالمية مُشكلة الركود وزيادة العرض على الطلب بخفض الإنتاج من خلال تسريح طوعي لمُوظفيها، وخفض أسعار بضائعها، أو تقليص عدد ساعات العمل، أو حتى خفض رواتبهم بالاتفاق معهم، من دافع المسؤولية الاجتماعية تجاههم وعدم التخلي عنهم في هذه الظروف الصعبة، ويبدأ كبار المُوظفين بأنفسهم في خفض أجورهم.

ثم ما هي “أجهزة تاج تك” التي يُطالب موظفيه ببيعها ونحن وسط ركودٍ اقتصادي وعلى مشارف حربٍ عالمية ثالثة، هل هي أجهزة “أتاري” أو لتصفية المياه مثلًا، أم وسيلة من وسائل التسويق الشبكي الاحتيالي؟

كيف يجرُؤ على مُخاطبة موظفيه بـ “أبنائي وبناتي”؛ وفي البند السادس من “الإجراءات الضرورية” يُهددهم بالتسريح من أجل استعباد رقيق جُدُد من دول أخرى، يقبلون بأقل من الفُتات الذي يُعطيه حاليًا لـ “أبنائي وبناتي”! بخلاف تهديده الضمني بضرورة خفض الرواتب مع زيادة إنتاجِيَتهم، هذا خطاب غير مُتسِّق، يجمع ما بين المودَّة والحُب الأبوي من ناحية والقسوة والرأسمالية البحتَة من الناحية الأخرى.

للتذكير، قبل أعوام ألغى أبوغزالة قسم الترجمة التحريرية في شركته في الأردن لإنه وجد “عبيدًا” أرخص في مصر أو من اللاجئين المُضطرين للعمل بما يسد رمقهم. لذلك فإنه آخر من يحقُّ لهم تقديم النُصح للعاملين والمُوظفين في الأردن. كما لا يحق له أن يُحاضر بنا في الوطنية ويُزاود علينا بـالتسجيح وارتداء الزي العسكري لـلجيش العربي الأردني، فمن رفض – قبل سنوات – منصبًا في مجلس الأعيان لأنه سيُجرُّده من جنسيته الأجنبية، وجبَ عليه الصمت وأن لا يتكلم فيما يخصُّنا نحن الشعب الأردني الحراثين والبدو والمهاجرين واللاجئين والنازحين ممن لا جنسية لنا سوى جنسية المشرق العربي ونعمل لخبز يومنا كفافنا، وندعوه أن يُنجينا من أبوغزالة ومطيع وغيرهم.

أخيرًا، في حوران قول قديم “التقوى لقوة”، احترم عُمرك وهيبتك وإنجازاتك واختمها حياتك بأنك “تروح تشوفلك جامع تصلي فيه أو بيت ريفي حلو ومرتب مما رزقك اللـه وفضَّل عليك تقضي فيه آخر أيامك براحة وهدوء وسلام” وحل عن الشعب المُناضل من أجل قوت يومه.

الصورة الأولى، صورة لخطاب السيد طلال أبوغزالة ونرى فيه تأثرًا رفيعًا بالمسلسل التاريخي عدنان ولينا من الخيال العلمي وأدب الديستوبيا كما يُذكرنا هندامه في الصورة الأخرى بالغانم الكابتن نامق في المُسلسل

.