وفاة حبيب الصايغ … الذي يحب “الدولة السورية”

تُوفي الشاعر والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ، ورئيس التحرير المسؤول لصحيفة “الخليج” يوم الثُلاثاء، 20 من آب (أغسطس) 2019. عن 64 عامًا.

الشاعر والكتب الإمارات حبيب الصايغ (1955 – 2019)

ومن باب “أذكروا محاسن موتاكم”، قاد الصايغ، من مُنطلق شغله منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب، الجُهود لعقد مُؤتمر الاتحاد في دمشق في 2018، مما أثار انزعاج الكثيرين الذي تفاجؤوا بهذه الفعلة، ومُجسِّدًا تبعية الاتحاد للأنظمة العربية ولرغبة الإمارات العربية المتحدة الضمنية في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، ومُساندته في حربه ضد الشعب السوري.

دافع حبيب الصايغ في آخر لقاء له، قبل وقاته بأيام، مع صحيفة البوابة المصرية – يوجد صور للقاء مأخوذة من النُسخة المطبوعة في الأسفل، عن عقد الاجتماع في دمشق قائلًا: “ذهبنا إلى دمشق من منطلق أن هذه عواصم يجب أن تستعاد، من منطلق أن الذي لم تنجح فيه السياسة يجب أن تنجح فيه الثقافة، ولا يمكن أن نتخلى عن المواطن السوري والمثقف السوري والدولة السورية”؟

الحوار الأخير لحبيب الصايغ مع جريد “البوابة” المصرية قبل وفاته بأيام
الحوار الأخير لحبيب الصايغ مع جريد “البوابة” المصرية قبل وفاته بأيام

هل الصايغ غبي أم يتغابي؟ هل اطلع على تعريف رأس النظام لسوريا ولشعبها؟ هل يعرف أن “المسقف” السوري القابع تحت مظلة النظام أو الدولة السورية هو مُجرَّد شبِّيح برتبة كاتب أو شاعر أو صحفي؟ وأن الكُتّاب السوريين الأحرار إما مُعتقلون أو شُهداء أو أموات أو مُهجَّرون.

لم يكتَفِ الصايغ بذلك، وزاد الطنبور نغمًا، بأن ألقى اللوم على ما تمُّر به المنطقة العربية على الربيع العربي، وبأن سيئاته أكثر من حسانته، وكأنه يقول لنا عيشوا تحت حُكم الطُغاة أو أن الموت الذي يصبونه عليكم جزاؤكم على رفضكم لهم.

قبلها، في العام 2015، فتح الصايغ أبواب مكتبه لاستقبال عدد من “المسقفين” المحسوبين على نظام الأسد، أُتيحت لهم الفُرصة لإقامة ندوات وأمسيات استغلوها أفضل استغلال في الدفاع عن “ربهم الأعلى” بشار الأسد والنيل من الثورة السورية. بينما اعتذر عن استقبال مجموعة من المكتب التنفيذي لرابطة الكتّاب السوريين المُنتمي للثورة السورية بحجة أن بلاده لم تعُد تمنح حملة جوازات السفر السورية تأشيرات.

أخيرًا، اللقطات أعلاه من جنازته، التي تُبيِّن سبب مواقف الصايغ، والتي أوجزها بالمقولة القديمة في حوران “عدو جدَّك ما بوِدَّك”. والخِتام سلام.

اللهم إنّا نسألكَ حُسن الخاتمة

“اللهم إنّا نسألك حُسن الخاتمة ونعوذُ بك من سوء الخاتمة يارب” – آمين
أول القول ذكر اللـه
والشياطين نخزيها

يُخاطب الرئيس_الوالد السيِّد المُحَتْرَم طلال أبوغزالة موظفيه بـ “أبنائي وبناتي”، لكن لسان حال الخطاب “أيها العبيد والجواري”! يُريد أن يقول لنا بأنه صاحب “نظرة مبعدية” للاقتصاد العالمي. ويعطينا انطباعًا بأن شركته تُنافس آبل أو غوغل أو شيفرون أو إكسون موبيل في عُقر دارهما، لذا ستتأثَّر شركته بما سيحصل في أمريكا.

يبدو بأن الكِبْرَ والكَبر أخذا مأخذهما في الرجل، فيُبشِّرُنا أيضاً بحربٍ عالمية ثالثة. من الذي يتوقع أن حربًا عالمية تقليدية أو غير تقليدية تنشب بين أمريكا والصين؟ لا أحد، سوى في روايات الخيال العِلمي وعتاولة المجمع العسكري الأمريكي وأركان الجيوش ونُظراؤهم في دول العالم ممن يُكافحون لزيادة ميزانيات الدفاع.

في الحقيقة استعاضت هذه الدول عن الحروب العالمية التقليدية بأخرى أكثر حداثةً وإنسانيةً لهم، الحروب بالوكالة وفي الاقتصاد وفي الإنترنت، ونحن في المنطقة العربية نعيش فعلًا في أتون حرب عالمية صغرى، أُنظر لما يحدث في سوريا، يُمكننا عدّ عشرات الأطراف فيها والتحالفات الهُلامية فيها، حيث يُبدِّل الجميع مواقفهم ومواقعهم وتحالفاتهم كلما بدلوا مشط الرصاص في البُندقية. وفي الخليج العربي، حيث يُحاول الإيرانيون تفجير المنطقة، وفي فلسطين، حيث الهوس اليهودي بتحقيق نبوءة نهاية العالم، وفي قوارب المُهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا.

يحمل خطاب الرجل تناقضات كثيرة، ما فائدة زيادة الإنتاجية إذا كان هنالك كساد وغلاء وحرب عالمية ثالثة على الأبواب! حيث لن يجِد الناس قوت يومهم وستتعطَّل عجلة الإنتاج لصالح المجهود الحربي. تحلُّ الشركات العالمية مُشكلة الركود وزيادة العرض على الطلب بخفض الإنتاج من خلال تسريح طوعي لمُوظفيها، وخفض أسعار بضائعها، أو تقليص عدد ساعات العمل، أو حتى خفض رواتبهم بالاتفاق معهم، من دافع المسؤولية الاجتماعية تجاههم وعدم التخلي عنهم في هذه الظروف الصعبة، ويبدأ كبار المُوظفين بأنفسهم في خفض أجورهم.

ثم ما هي “أجهزة تاج تك” التي يُطالب موظفيه ببيعها ونحن وسط ركودٍ اقتصادي وعلى مشارف حربٍ عالمية ثالثة، هل هي أجهزة “أتاري” أو لتصفية المياه مثلًا، أم وسيلة من وسائل التسويق الشبكي الاحتيالي؟

كيف يجرُؤ على مُخاطبة موظفيه بـ “أبنائي وبناتي”؛ وفي البند السادس من “الإجراءات الضرورية” يُهددهم بالتسريح من أجل استعباد رقيق جُدُد من دول أخرى، يقبلون بأقل من الفُتات الذي يُعطيه حاليًا لـ “أبنائي وبناتي”! بخلاف تهديده الضمني بضرورة خفض الرواتب مع زيادة إنتاجِيَتهم، هذا خطاب غير مُتسِّق، يجمع ما بين المودَّة والحُب الأبوي من ناحية والقسوة والرأسمالية البحتَة من الناحية الأخرى.

للتذكير، قبل أعوام ألغى أبوغزالة قسم الترجمة التحريرية في شركته في الأردن لإنه وجد “عبيدًا” أرخص في مصر أو من اللاجئين المُضطرين للعمل بما يسد رمقهم. لذلك فإنه آخر من يحقُّ لهم تقديم النُصح للعاملين والمُوظفين في الأردن. كما لا يحق له أن يُحاضر بنا في الوطنية ويُزاود علينا بـالتسجيح وارتداء الزي العسكري لـلجيش العربي الأردني، فمن رفض – قبل سنوات – منصبًا في مجلس الأعيان لأنه سيُجرُّده من جنسيته الأجنبية، وجبَ عليه الصمت وأن لا يتكلم فيما يخصُّنا نحن الشعب الأردني الحراثين والبدو والمهاجرين واللاجئين والنازحين ممن لا جنسية لنا سوى جنسية المشرق العربي ونعمل لخبز يومنا كفافنا، وندعوه أن يُنجينا من أبوغزالة ومطيع وغيرهم.

أخيرًا، في حوران قول قديم “التقوى لقوة”، احترم عُمرك وهيبتك وإنجازاتك واختمها حياتك بأنك “تروح تشوفلك جامع تصلي فيه أو بيت ريفي حلو ومرتب مما رزقك اللـه وفضَّل عليك تقضي فيه آخر أيامك براحة وهدوء وسلام” وحل عن الشعب المُناضل من أجل قوت يومه.

الصورة الأولى، صورة لخطاب السيد طلال أبوغزالة ونرى فيه تأثرًا رفيعًا بالمسلسل التاريخي عدنان ولينا من الخيال العلمي وأدب الديستوبيا كما يُذكرنا هندامه في الصورة الأخرى بالغانم الكابتن نامق في المُسلسل

.

هدِّئ أعصابك بتناول شاي الأعشاب هذا

Lime Blossom نُوَّار الزَّيْزَفون

ترجمة لمقال بعنوان: Chill out with this hot cuppa

للكاتبة إِليزابِث لُوارد Elisabeth Luard،

نُشر بتاريخ 3 تموز (يوليو) 2018، على الموقع الشبكي البريطاني
ذا أولدي The Oldie

شاي نوار الزيزفون، منقوعٌ يُحضَّر من قُنَّابِ* الزيزفون وأزهارها اليانعة، حيث إنه كان لهذا المشروب شعبيةٌ في فرنسا تُماثُل شعبية الشاي لدينا، نحنُ القاطِنين في الضفة الأخرى من بحر المانش، حيث الأذواق مُختلفةٌ في الشاي كما الحال مع القهوة.

يُمكنك ابتياع نُوّار الزَّيْزَفون النقي في أكياسٍ صغيرة باهظة الثمن من متاجر الأطعمة الصحية أو العطّارين. يُمكنك الاستغناء عن الوسيط في هذه العملية من خلال جمع ما يلزمك من النُّوّار من الشجرة حالما يكتَمل موسم الإزهار – والوقتُ مُناسبٌ الآن. تتساقط الأوراق الغضَّة والنُوَّار الصغير الذابل عن الشجرة مُتكوِّمًا على العُشب، خفيفةٌ كالريش، تنتظِر من يجمعها.

مصدر الصور: ويكيبيديا – الموسوعة الحُرَّة – وهي إضافة منِّي وليست من أصل المقال

لتحضير المنقوع، تحتاج لوضع ست وُرَيقاتٍ يانِعاتٍ في كوبٍ من الماء المغلي، 250 ميلّيلتر، وتتركه منقوعًا من عشرة إلى اثنتي عشرَ دقيقة. يُشبه عَبَقُ هذا الشاي قش المُروج الخضراء مع نفحَة من الطِّلاوَةِ (مما يُلحَظُ في هذا الشأن أن الأوراق تكون دبِقةً عندما تتبرعَم) – لذا، تُحسِّن هذه الطَّلَاوَةُ الرقيقة الطفيفة (لنقُل بأنها عسل نُوَّار الزيزَفزن) من المذاق اللذيذ اللطيف.

طبيًّا، يُشتهَرُ نُوّار الزيزَفون بأنّه  مُهَدِّئٌ، واكتَسَب – طوال قُرون – سُمعةً بأنه علاجٌ لكل شيءٍ. استَخدَمته الحِسان الرومانيات ترياقًا للحُب، بينما وصفه أطباء العُصور الوُسطى علاجًا للصَّرْع، زادوا عليها بالتوصية للاستخدام الشامل علاجًا وقائِيًا من الطاعون – وهي فِكرةٌ لها وجاهتها، إذ أخذنا بالاعتبار أن غَلي الماء يوقف انتشار الجراثيم.

ومن بين الأنواع العديد من الزَّيزَفون التي تُزرع لقرون في مُنتزَهاتنا وحدائقنا، يحوز النوع ذو الأوراق الصغيرة Tilia Cordata – واسمه الشائع الزيزفون صغير الأوراق،

على أعلى نسبة تركيز من المُكوِّنات الفعّالة، بما في ذلك المواد الكيميائية التي تُعتبر مُضادَّةٌ للالْتِهابات (لاحظوا معنا يا مَن تُعانون من الْتِهابُ المَفاصِلِ). كما إن شُربه بانتظام قبل النوم يُزيل الإجهاد، ويُساعد على النوم فضلًا عن مُقاومته الشيخوخة – إنه شرابي المُفضَّل في أي وقتٍ من اليوم.

* قُنَّابَة: الوَرَقُ يَجْتَمِعُ فيه السُّنْبُلُ؛ وَرَقٌ مُجْتَمِعٌ في رُؤوسِ الزَّرعِ أوَّل ما يُثْمِر ويكون فيه السُّنْبُلْ.

ترجمة: خالد عبد الرحمن الناصير

تدقيق لغوي: هناء عبد الرحمن الناصير